عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان يرفعه بإسناده قال
: لما بلغ عبدالله بن عبدالمطلب زوجه عبد المطلب آمنة بنت وهب الزهرى ،
فلما تزوجها حملت برسول الله صلى الله عليه واله ، فروي عنها أنها قالت :
لما حملت برسول الله صلى الله عليه واله لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب
النسآء من ثقل الحمل ، ورأيت في نومي كأن آتيا أتاني وقال لي : قد حملت
بخير الانام ، فلما حان وقت الولادة خف ذلك عليّ حتى وضعه صلى الله عليه
واله ، وهو يتقي الارض بيديه ، وسمعت قائلا يقول : وضعت خير البشر ،
فعوذيه بالواحد الصمد ، من شر كل باغ وحاسد
فولدت رسول الله صلى الله عليه واله عام الفيل لسبعة عشرة ليلة من شهر
ربيع الاول يوم الاثنين ، فقالت آمنة : لما سقط إلى الارض اتقى الارض
بيديه وركبتيه ، ورفع رأسه إلى السمآء ، وخرج مني نور أضاء ما بين السمآء
والارض ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وحجبوا عن السمآء ، ورأيت قريش الشهب
والنجوم تسير في السمآء ، ففزعوا لذلك وقالوا : هذا قيام الساعة ،
واجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة فأخبروه بذلك ، وكان شيخا كبيرا مجربا ،
فقال :
انظروا إلى هذه النجوم التي يهتدى بها في البر والبحر ، فإن كانت قد زالت
فهو قيام الساعة ، وإن كانت هذه ثابتة فهو لامرقد حدث ، وابصرت الشياطين
ذلك فاجتمعوا إلى إبليس فأخبروه بأنهم قد منعوا من السمآء ، ورموا بالشهب
، فقال :
اطلبوا ، فإن أمرا قد حدث ، فجالوا في الدنيا ورجعوا فقالوا : لم نر شيئا
، فقال : أنا لهذا ، فخرق ما بين المشرق والمغرب فانتهى إلى الحرم فوجد
الحرم محفوفا بالملائكة ، فلما أراد أن يدخل صاح به جبرئيل فقال :
اخسأ ياملعون ، فجاء من قبل حرآء فصار مثل الصر قال : يا جبرئيل ما هذا ؟
قال : هذا نبي قد ولد وهو خير الانبياء ، قال : هل لي فيه نصيب ؟ قال : لا
، قال : ففي امته ؟ قال : نعم ، قال : قد رضيت ، قال : وكان بمكة يهودي ،
يقال له : يوسف ، فلما رأى النجوم يقذف بهاو تتحرك قال :
هذا نبي قد ولد في هذه الليلة ، وهو الذي نجده في كتبنا أنه إذا ولد وهو
آخر الانبياء رجمت الشياطين ، وحجبوا عن السمآء ، فلما أصبح جاء إلى نادي
قريش وقال : يا معشر قريش هل ولد فيكه الليلة مولود ؟ قالوا : لا ، قال :
أخطأكم والتوراة ، ولد إذا بفلسطين ، وهو آخر الانبياء وأفضلهم ، فتفرق
القوم فلما رجعوا إلى منازلهم أخبر كل رجل أهله بما قال اليهودي ، فقالوا :
لقد ولد لعبد الله بن عبدالمطلب ابن في هذه الليلة ، فأخبروا بذلك يوسف
اليهودي ، فقال : قبل أن أسألكم أو بعده ، فقالوا : قبل ذلك ، قال :
فأعرضوه علي ، فمشوا إلى باب آمنة فقالوا : اخرجي ابنك ينظر إليه هذا
اليهودي ، فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه ، وكشف عن كتفيه ، فرأى شامة
سودآء بين كتفيه ، عليها شعرات ، فلما نظر إليه وقع إلى الارض مغشيا عليه
، فتعجبت منه قريش و ضحكوا ، فقال :
أتضحكون يا معشر قريش ، هذا نبي السيف ليبيرنكم ، وقد ذهبت النبوة من بني
إسرائيل إلى آخر الابد ، وتفرق الناس يتحدثون بما أخبر اليهودي ، ونشأ في
المصدر : اليوم كما ينشأ غيره في الجمعة ، وينشأ في الجمعة كما ينشأ غيره
في الشهر
عن ابن البرقي ، عن أبيه ، عن جده ، عن البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، عن
أبي عبدالله الصادق صلى الله عليه واله قال : كان إبليس لعنه الله يخترق
السمآوات السبع ، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سمآوات ، وكان
يخترق أربع سمآوات ، فلما ولد رسول الله صل الله عليه واله حجب عن السبع
كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش :
هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه ، وقال عمرو بن امية :
وكان من أزجر أهل الجاهلية : انظروا هذه النجوم التي يهتدي بها ، ويعرف
بها أزمان الشتآء والصيف ، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ ، وإن كانت
ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث ، وأصبحت الاصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى
الله عليه واله ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه
وارتجس في تلك الليلة أيوان كسرى ، وسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وغاضت
بحيرة ساوة ، وفاض وادي السمآوة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك
بألف عام ، ورأى المؤبذان في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا
عرابا ، قد قطعت دجلة ، وانسربت في بلادهم ، وانقصم طاق الملك كسرى من
وسطه ، وانخرقت عليه دجلة العورآء ، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل
الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ، ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا
أصبح منكوسا ، والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة ، وبطل
سحر السحرة ، ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها ، وعظمت قريش في
العرب ، وسموا آل الله عزوجل
قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام : إنما سموا آل الله لانهم في بيت الله
الحرام ، وقالت آمنة : إن بني والله سقط فاتقى الارض بيده ، ثم رفع رأسه
إلى السمآء فنظر إليها ، ثم خرج مني نور أضاء له كل شئ ، وسمعت في الضوء
قائلا يقول : إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا ، وأتي به عبدالمطلب
لينظر إليه وقد بلغه ما قالت امه ، فأخذه فوضعه في حجره ثم قال : الحمد
لله الذي أعطاني ، هذا الغلام الطيب الاردان ، قد ساد في المهد على الغلمان
ثم عوذه بأركان الكعبة ، وقال فيه أشعارا ، قال : وصاح إبليس لعنه الله في
أبالسته فاجتمعوا إليه ، فقالوا : ما الذي أفزعك يا سيدنا ؟ فقال لهم :
ويلكم لقد أنكرت السمآء والارض منذ الليلة ، لقد حدث في الارض حدث عظيم ما
حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم عليه السلام ، فاخرجوا وانظروا ما هذا
الحدث الذي قد حدث ، فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا :
ما وجدنا شيئا ، فقال إبليس لعنه الله : أنا لهذا الامر ، ثم انغمس في
الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوظا بالملائكة ، فذهب
ليدخل فصاحواب به ، فرجع ثم صار مثل الصر وهو العصفور فدخل من قبل حرى ،
فقال له جبرئيل : وراك لعنك الله ، فقال له : حرف أسألك عنه يا جبرئيل ،
ما هذا الحديث الذي حدث منذ الليلة في الارض ؟ فقال له : ولد محمد صلى
الله عليه واله ، فقال له : هل لي فيه نصيب ؟ قال : لا ، قال : ففي امته ؟
قال : نعم ، قال : رضيت
هذه القصة نقلا عما ورد في كتاب بحار الأنوار
منقوووووول للفااائــده